مع انتشاراستخدام البريد الالكتروني و شبكات التواصل الاجتماعي ، اصبح شائعاً في عالمنا العربي ما يمكن أن نسميه  (التهنئة بالجملة) ، حيث يتم ارسال تهنئة عامة الصيغة تصلح لكل المرسل اليهم ، ليكون الرد عادة تهنئة من نفس النوع. ولنا مع هذه التهاني وقفة.

أجدني لا أسعد بتلقي مثل هذا النوع من التهاني. فالرسالة الحقيقية التي تصل إليّ أن (فلان يهني كل الناس بالعيد). وهي تهنئة لا روح فيها ، ولذا لا تجد صدي نفسي أو أي تجاوب عاطفي. وقارن بين هذه الرسالة وأخري تلقيتها أول أيام العيد من أحد الأصدقاء في استراليا من ثلاث كلمات (تقبل الله يا هشام). لم تحوي هذه الرسالة أي من كروت العيد المرسومة بعناية، أو تلك التي يصحبها موسيقي أو تكبيرات، ولكن مجرد ذكر اسمي فيها كان كفيلاً بشعوري بالسعادة للتهنئة بالعيد ، وأسرعت بالرد علي التهنئة بأفضل منها والسؤال عن أحواله وأولاده (بالأسم) وتمنياتي باللقاء عن قريب.

في العيد الرئيسي في كالجري (أعياد الكريسماس) يحرص الناس علي تبادل كروت التهنئة اللمكتوبة باليد ، علي الرغم مما يتطلبه ذلك من وقت وجهد، ولكن المحصلة أن التهنئة أصبحت شخصية جدأً، وهذا علي الرغم من أنهم لاينقصهم القدرة علي التواصل الألكتروني.

أستغرب سلوك بعض المسلمين هنا في حرصهم علي أرسال الكروت الشخصية المكتوبة باليد للتهنئة بأعياد الكربسماس لزملائهم في العمل ، في حين يكتفون بتهاني الجملة لاخوانهم المسلمين في أعياد الفطر و الأضحي.

نحن في حاجة للتأمل في المعني الحقيقي للتهنئة ، حتي تحدث الأثر المطلوب .