ليس سهلاً بأي حال من الأحوال أن تخلق عادة جديدة في المجتمع.

هناك اعتقاد خاطئ  أن شعوب الدول المتقدمة تلتزم بالسلوكيات الحضارية بشكل تلقائي، ربما لأننا ننظر الي المشهد النهائي ولا ننظر فيما يتم  خلف الكواليس، هذا الاعتقاد يجعلنا نيأس من حدوث تغيير سريع في سلوكيات شعوبنا عند مقارنتها بالشعوب الأخري. دعونا اليوم ننظر فيما يتم خلف الكواليس لنعرف أن خلق عادة جديدة في الشعب يحتاج لافكار مبتكرة في المقام الآول.وإليكم هذا المثال

مع تزايد الاهتمام بتدوير المخلفات  حفاظاً علي البيئة، وتحقيقاً لعائد اقتصادي من المنتجات المصنعة من اعادة التدوير، كان الاتجاه لتخفيض تكلفة اعادة التدوير عن طريق حث المواطنين علي وضع القمامة بعد تصنيفها في صناديق أحدها للزجاج ، و آخر للعبوات البلاستيكية، وثالث للقمامة العادية، وهذا يقلل تكلفة جمع وفصل المخلفات.  و النتيجة … التزم البعض القليل بذلك ولكن الغالب الأعم وضع القمامة كلها بلا تصنيف في صندوق واحد. ولذا كان لابد من حل آخر.

أحد مراكز تجميع المخلفات

.

فليدفع المواطن تكلفة جمع وفصل العبوات عند شرائها (مثال: اذا كانت زجاجة المياه الغازية بجنيه، يدفع جنيه و عشرة قروش) فاذا قام برد العبوة الفارغة لأحد مراكز التجميع، يسترد العشرة قروش. ولننظر الي النشرة التي تشرح للمواطن الفكرة وانظر الي ترتيب و تدرج الأفكار

 

أولاً: بدأ بالجزء المادي وانه سيسترد امواله، وهذا يضمن الحد الأدني من الإلتزام، حتي وان لم يفعل فقد تم تحصيل تكلفة جمع وفصل العبوة مقدمأً. وتذكر أن أكثر ما يجبر الناس علي الالتزام  هو الدافع المادي (وتحبون المال حباً جماً).

ثانياً: وضح أنواع المنتجات التي تنتج من اعادة التدوير، وهذا يعطي قناعة عقلية اضافة الي العامل المادي

ثالثاً: لقد أخذ خطوة أوسع بحثّ المواطن علي غسل العبوات و الزجاجات و نزع أغطيتها قبل اعادتهاا، و هذا ما يمكن أن نسميه خطوة الاحسان و اتقان العمل (ان الله كتب الإحسان في كل شئ).

متوالية الأفكار

لعلك عرفت السر في أن مترو الأنفاق هو أنظف مكان بالقاهرة لوجود الغرامة الفورية لالقاء القمامة علي الأرض .

أضف الحافز المادي لابنك لتساعده علي حفظ القرآن أو التفوق الدراسي.

يمكن دفع الناس لحمل شنط قماش مقواة لحمل المشتروات (شنطة طلبات)، اذا وجد أنه سيدفع ثمن الشنط البلاستيكية الضارة للبيئة (الفكرة منفذة بالفعل)

تدريب

فكر في خمس أفكار مماثلة لمتوالية الأفكار و اكتب أفضلها في خانة التعليق. لا تنس أن اقتراح د.محمد الشاذلي لفكرة (جعلوني قارئاً) نتج عنه حملة نون النخبة).